كانت زوجته تراقبه عن كثب
وهو يلاعب طفلته الصغيرة
ويداعبها حتى تضحك، وتقهقه ببراءة وعذوبة
كان مغرما بطفلته سعيدا بها، يحتضنها ويلاعبها
وهي تراقب بهدوء
ثم اقتربت منه وسألته
إلى أي حد تحبها..؟؟
فأجاب وهو لا زال يلاعبها
إلى حد الجنون، إني أحبها بجنون، طفلتي غاليتي حبيبة قلبي
فاقتربت منه أكثر، وقالت له مازحة
غدا تكبر وتتزوج
ترى ماذا ستفعل إن أساء زوجها معاملتها ؟
فقال بحماس سأقتله
فنظرت اليه وقالت
كنت طفلة في سنها ذات يوم
وكان أبي مغرما بي، سعيد بضحكتي وبراءة عمري
وكان حريصا على سعادتي، واجتهد في تربيتي
وعندما جئت لخطبتي وافق عليك
لأنه اعتقد أنك الرجل الذي سيصون ابنته الحبيبة
ويسعدها
أبي أيضا، كان ذات يوم أب مثلك
أحب ابنته التي هي أنا
اجتهد في تدليلي
وعز عليه رؤية الدمعة في عيني
ثم بعد جهاده لأجلي ولرغبته في أن تكتمل سعادتي
زوجني بك
واختارك لأنه وجد فيك الشهم الذي سيصون درته النادرة
وماسته الثمينة
وتابعت الحديث بهدوء وود
ترى كيف ستشعر لو أن زوج ابنتك الذي أمنته عليها
يخونها ويتركها وحيدة كل ليلة
وكيف تراك ستشعر لو أنك علمت أن زوج ابنتك
يستولي على راتبها ليصرفه على رفاق السوء
وكيف ستفعل لو علمت أنه يحرمها حقها الشرعي
ويهينها ولا يجالسها
وكيف ستفعل لو علمت أنه لأجل شجار صغير شق كل ملابسها ؟
ويمد يده عليها ويضربها
إن كنت تخشى على ابنتك من كل ذلك ؟
فصن أمانة أبي، فإن الجزاء من جنس العمل
فسألها بعدوانية
إلى ماذا تلمحين....؟؟
أجابت بهدوء وانكسار
لست ألمح
لكني أذكرك وأسرد لك حكاية طفلة بريئة
وأب مطعون مغدور
ألست ستشعر بمرارة الغدر ؟
حينما تجد الحارس الأمين، بات يغتال الأمانة
ألست ستشعر بسياط الذنب تقطعك لأنك لم تحسن الإختيار ؟
إني أخاف على أبي، لأني متأكدة أنه لو علم ما أعانيه
فسيموت حسرة وكمدا
وإني لأخشى على ابنتي
من انتقام المنتقم الجبار من أبيها
الذي خان الأمانة
فأخشى أن يريه الله العبرة في ابنته
فهل تحبها يا زوجي؟
هل تحب ابنتك ....... ؟؟؟
نظر إليها غير مصدق وقال
أنت غير، وبنتي غير
قالت بهدوء وبرود
بل كلنا سواء
وغدا يجيء من يقول لابنتك
أنت غير وبنتي غير
فاتقوا الله اخواني الأزواج في زوجاتكم
وعاشرونهن بالمعروف
قال عليه الصلاة والسلام
خيركم خيركم لأهله
وأنا خيركم لأهلي